الرئيسية
في ساعات الغضب تتشوش الأفكار وينقطع إرسال الكلمات فيتوقف العقل عن التفكير
بعضاً من التروي والتأني يكشف لنا الحقائق لنقدمها على طبق من الثقة والإصرار بأن الحق لابد أن يظهر والباطل يجب أن يزهق
(( ما ان تعلن يمينيتك حتى ينفض الجمع من حولك ))
كان يجب علينا أن نفرد شيئاً من الأحقية في الدفاع عن أنفسنا على الرغم بأننا لسنا بحاجة إلى ذلك لأن الحقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار
ولكن هو خطاب لأولئك الفئة من الناس الذين يحاولون بشتى الطرق تشويه صورة اليمني في أي مكان .. وأيضاً لأولئك الذين يجهلون
ماهي اليمن لأنهم لازالوا صغار على أن يستوعبوا من هو الإنسان اليمني .. فلربما قد يكبر شيئاً من تفكيرهم الضيق ونظرتهم السوداء
لليمن وأهله عند قراءة هذه الكلمات المرفقة بالأدلة والبراهين .
نحن نعلم يقيناً تاماً بأن اليمن موطن الحضارات وأصل الإنتماءات وهذا ليس بإقرارانا نحن ابناء اليمن
لكنه بإقرار العقلاء من ذوي الألباب الذين آتاهم الله الكتاب ودرسوا مافيه ..
هنا أقصد الكتاب ليس فقط الكتب السماوية بل هو مجازاً عن جميع كتب العلوم سواء كانت عقائدية او فلسفية او تاريخية ..
فالله الذي علم الإنسان ما لم يعلم .. ووهبه نعمة تفرد بها الإنسان فقط وهي العقل الذي يستطيع أن يميّز السمين من الغث
والطيب من الخبيث ..
نقف هنا ونتجه الجزء الجنوبي من جزيرة العرب وعندما يتراءى لنا سد مأرب نقف مرة أخرى
ونقرأ قول الله تعالى (( لقد كان لسبإٍ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم وأشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ))
من سبع سماوات شهادة أولى لليمن .. ولكن كما هو الحال في كل مكان طوائف وملل .. فمكة أطهر بقاع الأرض قد كانت أكثر وثنية من غيرها
من البقاع الأخرى ولولا رحمة من ربنا لما لان رسول الله صلى الله عليه وسلم ورق قلبه الطاهر فقد أومر ملك الجبال أن يطبق الأخشبين على مكة
ومن فيها .. ولكن رحمة الله التي أنزلها على قلب رسولنا الكريم جعلته يقول بل أرجو أن يخرج الله عزوجل من أصلابهم من يعبد الله عزوجل وحده
لا يشرك به شيئاً ..
فأرض سبأ قد كانت كذلك فكان منهم المؤمن وكان منهم الجاحد المعرض عن آيات الله وعن شكر نعمه العظيمة ..
(( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط و أثل وشيء من سدر قليل ))
فكان جزاء الله هو العدل والإنصاف (( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ))
ومن ثم ننظر إلى ذلك الأمن والأمان الذي أنزله الله على هذه الأرض الطيبة وأهلها الذي قد علم الله طهر نفوسهم فآتاهم تلك النعم العظيمة
وما كان الله جل وعلا ليثني عليهم وعلى أرضهم المباركة في محكم آياته إلا وهم على إستحقاق لذلك ..
إلا أن شياطين الهوى وشهوات النفس الأمارة بالسوء أردتهم .. فجعلهم الله أحاديث ومزقهم كل ممزق
(( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين * فقالوا ربنا باعد بيننا وبينا أسفارنا
وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إنّ في ذلك لآيات لكل صبار شكور ))
هنا يظن الجاهل بأن مافيه اليوم اليمانيون من حال بائس وتشتتهم في بقاع الأرض ماهو إلا نتاج عن كفرهم وأن غضب الله عليهم سيظل
إلى يوم القيامة وكأنها لعنة الفراعنة ستظل ملازمة لليمانيين أينما حلوا وسكنوا
دعونا نكمل قول الله تعالى في سورة سبأ (( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين )) هنا قول الله تعالى
يثبت للجميع بأن كل النعم التي كانت لهم هي لطهر نفوسهم الطيبة وأنهم كانوا فريقين منهم مؤمن شاكر لأنعم الله ومنهم كافر جاحد بها
فأنزل الله عقابه الشديد جزاءً للجاحدين وتمحيصاً للمؤمنين .. (( وماكان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك
وربك على كل شيء حفيظ ))
فما كان الله ليذكرهم في كتابه ويثني عليهم وعلى أرضهم الطيبة إلا للمكانة والصفوة لأولئك الناس وماكان عقابه الذي أنزله عليهم إلا ليطهرهم
من أصحاب الجحود ..
وليعدهم لأمر عظيم هم له أهل .. فالله يصطفي من البشر رسلاً يحملون رسلات ربهم .. والرسل والأنبياء يصطفون من الناس صحبة واخيار
يحملون الدعوة على عواتقهم ينشرونها في أصقاع الأرض يتركون متاع الدنيا الزائل إبتغاء رضوان الله ..
فإصطفى الله خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم وإصطفى له طيبة الطيبة لنشر الدعوة فكان فيها بقية مما قد ترك آل سبأ
من الذين قد محصهم الله من أهل اليمن وأعدهم لهذا اليوم العظيم .. يوم إستقبل فيه الأوس والخزرج اليمانيتان صفوة أنبيائه ليكونوا له صحبة
وأخيار من الناس وليصبحوا هم أنصار الله ورسوله ..
سأترككم مع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل اليمن وإفتخاره صلوات ربي وسلامه عليه بهم في أحاديث ذكرت بأسانيد صحيحة
ومن يرفضها فهو رافضي ليس من أهل السنة والجماعة الذين إجتمعوا على صحة تلك الأحاديث التي ذكرت في الأسانيد الصحيحة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول
( أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرقّ أفئدةً ، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية والفقه يمان ، رأس الكفر قِبَل المشرق ) رواه مسلم
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أشار رسول الله بيده نحو اليمن فقال
( الإيمان ها هنا ألا إن القسوة وغلظ القلب في الفدّادين عند أصول أذناب البقر حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومُضر ) متفق عليه
عن جُبير بن مطعم عن أبيه قال : بينما كنا نسير مع رسول الله بطريق مكة إذ قال ( يطلع عليكم الآن أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض )
رواه احمد بإسناد صحيح
عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي قال ( اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ) قالوا وفي نجدنا يا رسول الله ، قال ( اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا )
قالوا ونجدنا ، فأظنه قال في الثالثة ( هناك الزلازل والفتن و بها يطلع قرنا الشيطان ) رواه البخاري
عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي قال ( إني لبعُقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم ) رواه مسلم
ومعنى الحديث أن رسول الله سيزيح الناس بعصاه لأهل اليمن يوم القيامة عند الحوض
وجا في مسند احمد قوله صلى الله عليه وسلم ( نفًس الرحمن من ارض اليمن )
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : جاء بنو تميم إلى رسول الله فقال ( أبشروا ) فقالوا قد بشرتنا فأعطنا
فتغير وجهه ، فجاء أهل اليمن فقال ( يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم ) فقالوا جئنا نسألك عن هذا الأمر . رواه البخاري
عن سعيد قال : صدرت مع ابن عمر يوم الصدر ، فمرت بنا رفقة يمانية رجالهم الأدم وخطم إبلهم الجرز ،
فقال عبد الله بن عمر ( من أراد أن ينظر إلى أشبه رفقة وردت الحج العام برسول الله وأصحابه ، فلينظر إلى هذه الرفقة ) رواه احمد وإسناده صحيح .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول ( الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر ، والسكينة في أهل الغنم ، والإيمان يمان والحكمة يمانية )
قال أبو عبد الله : سُمّيت اليمن لأنها يمين الكعبة رواه البخاري
وماذا بعد هذا ..؟؟!
يا أبناء اليمن دعوا كل جاهل بنا وبتاريخنا يمر من هنا ويقرأ .. لعل قليلاً من القراءة تفتح ما قد أغلق من عقولهم ..
ومن أعرض منهم فدعوه ودعوا عليه التأسفا ..!!
ملاحظة /
قد وضعت آيات من سورة سبأ وتحدثت عنها بالتفصيل وربطتها بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
كي لا يأتينا أحد الجاهلين ويقول .. قد جعلكم الله أحاديث ومزقكم كل ممزق .!!
...............
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
