إلى هاتيك التي
قفزت فوق سور مدينتي العالية
المغلقةُ في وجوهِ الغواني
والمُحصَّنةُ من نزقِ الصدرِ
وسحر العيونِ ..
إلى هاتيك التي
تسللت إلى غرفة قلبي
وسرقت من درجِ خزانته
جعبة الذكرياتِ
وكسّرتْ قواريراً
من عبقٍ
وعرقٍ
وخمرٍ
وعسل
تركنهنَّ الحسانُ على المنضدة ..
إلى هاتيك التي
اوغلت بنانها في جدارِ القلبِ
وحفرت روعة الملحمة
- قصة الإنتحارات العظيمة -
إنتحارالعمر
بين الوهم، و الأمل
وإنتحار القصيدة
في أروقةِ الشعرِ
وإنتحار جحافل القُبَل
على هاتيك المفاصل
وإنتحار المشاعر
على مقاصل الحبرِ
والسهر ..
إلى هاتيك التي
على ثغرها
لبس الشعرُ حلته الزاهية
وفي بنانها
رأيتُ رحلة الجمال
إلى رحابِ الفنونِ الخالدة ..
إلى هاتيك التي
اوغلت كل نصالها في حبةِ قلبي
ثم تبرمت لِسيل دمي
على هاتيك المفاصل ..
إلى هاتيك التي
منحتني تحت ضلوعها
موطنا
ثم عبست حينما
تفيأ القلبُ
بين تفاحتي صدرها ..
إلى هاتيك التي
أسقتني كؤوساً
من خمر الجنِ
وسكبت على ثيابي
وسريري
قواريراً من عطور الملائكة ..
إلى هاتيك التي
مسني منها جنوناً
وسفكت دمي
ثم تنكرت لجنوني
وتبرأت من دمي ..
إلى ذاك الثغر الذي
اهدى الهضابا ماءاً
و نهراً
واهدى الرياضا
عشباً أخضراً
و فراشات
و زهراً ..
أُحبكِ يا طفلةً في الجنةِ.. تلهو ،،،