[size=24]
استيقظت من النوم على اصداء جرس الساعة الذي ايقظني من نومي في الساعة الخامسة صباحا . في تلك اللحضة وددت ان الجرس لم يرن بعد لاني لم اكن مستعدا ليوم جديد بعد ان امضيت في عملي اثناعشر ساعة متواصلة من العمل المضني و الغير مضني كما انني قد قضيت بعض الوقت ارتب امتعتي و اجهز حقائب سفري الثنتين و اتأكد ان كل شئ في مكانه الصحيح و لم انم الا حوالي الساعة الثانية على امل ان انام في الطائره اثناء الرحلة . نهضت من الفراش على مضض و انا في تلك اللحظة قمت اترنح بحثا عن ادوات الحلاقة و معجون الاسنان و المسواك ذهبت الى دورة المياه ثم هذبت لحيتي و مسوكت اسناني وبعدها تحممت بماء معتدل نوعا ما و ليست عادتي ان أخذ دش معتدل لاني كثيرا ما احب الماء الساخن خصوصا مع الوجع الذي اعانية في ظهري فأنا احبذ الماء الساخن و ادلك مكان الوجع بالماء و الصابون و الليف و اتممت حمامي بالوضوء وعدت ادراجي الى غرفتي لاداء صلاة الفجر و من ثم اتصلت بسيارة الاجرة التي ستقلني الى مطار لافايات في ولاية لويزيانا. كان من المفروض ان يأخذ التاكسي قرابة الخمسة عشر دقيقة و لكنه تأخر حتى قرابة الخامسة و خمسة و اربعين دقيقة اخذ ما يقارب النصف ساعة. طبعا انا لا املك سيارة في لويزيانا بعكس ما املكة من سيارات في ولاية ميتشجن. عموما طال انتظاري امام المنزل حتى انني صحت في وجة السائق الذي قدم لي اعتذاره الشديد على تأخره و ذلك بسبب ازدحام السير.قبلت الاعتذار و مضينا في اتجاه المطار و كان السائق تارة ينظر الي و تاره الى امامة و كان يمشي بسرعة اكثر مما هو محدد في لوائح السير. يعني انة كان من الممكن ان يحصل على مخالفة و انا لست بحاجة لذلك في تلك اللحضة خصوصا ان اجراءات الشرطة قد تستغرق اكثر من نصف ساعة اخرى و انا اريد ان اصل الى المطار بأقصى سرعة في نفس الوقت.
حاولت ان اطمئن السائق بأنني لست غاضبا منه في نفس الوقت كنت حريصا على ان اكون محرجا له و لو بعض الشئ حتى لا يتكرر ذلك العمل منه في حالة اتصلت بة مرة ثانية ليوصلني الى اي مكان.
في تلك اللحضات وصلنا الى المطار و ذهبت في اتجاه الاستعلامات الخاصة بطيارتي بعد ان دفعت لة ايجار التوصيل. حين وصلت الى الاستعلامات كانت هناك لائحة تنص ان المسافرين على متن الطائره اميركان اير لاينز (الطيران الامريكي) يجب ان يكونوا متواجدين في امام الاستعلامات بحوالي نصف ساعة قبل اقلاع الطائره. نظرت الى ساعتي و حمدت الله اني قد وصلت في الوقت المناسب و لدي ايضا دقيقتين زيادة على نصف الساعة. لم يكن هناك احد ذهبت الى استعلامات لطيران اخر و سألتهم عمن يساعدني.!
طبعا قاموا بالاتصال بمن يأتي الى مكان الاستعلامات و لكن لم يكن هناك من احد و كأنة لا حياة لمن تنادي. قلت في نفسي في تلك اللحضة ربما ان هناك شئ ما يؤخرهم عموما لا زال لدي الوقت للانتظار حتى معاد اقلاع الطائره و لو عشر دقائق لان المطار ليس كبيرا و في نفس الوقت المدرج في الدور الثاني يعني بضع اقدام واكون في الطائره. كان هناك حوالي ثلاثة ركاب اخرون جاؤا في نفس الموعد الذي جئت انا فيه و بقينا نحن الثلاثة في الانتضار. طبعا مضت الساعة بنا حتى طلعت اللائحة ان معاد اقلاع الطائره التي من المفروض ان تقلع في السابعة و عشرون دقيقة قد انتهى.
كدت اجن و معي الاشخاص الثلاثة يحاولون ان يهدأوني و يقولون نحن مثلك قد مضت علينا الطائره.
حوالي الساعة الثامنة جائت امرأه من الاستعلامات للطيران الامريكي و حاولت ان اتكلم معها بهدوء تام بعد ان رأيت الركاب الثلاثة يتعاملون معها بكل هدوء.
اخبرتنا انة يجب علينا انتظار الرحلة المقبلة و التي ستكون في التاسعة و ربع عموما حجزت للثلاثة الاشخاص و بقيت انا حاولت ان تتمم لي الحجز ولكن دون فائدة مما استشاطني غضبا و فقدت السيطره على نفسي. طبعا قد يستغرب البعض و يقول ما عساه ان يفعل في تلك اللحضه و انا في المطار و حولي الناس في المطار و ركاب الطائرات الاخرى الا اني قد تمالكت اعصابي في اللحضات الاخيرة و قررت ان لا اتكلم بكلام قد يضر بي.
اعطتني رقم خاص بالشركة و تكلمت معهم و اخبرتهم عن كل ما حدث و لم اجد منهم حتى كلمة اعتذار و كل ما قاله لي شخص الاستعلامات بكل بساطة سنحجز لك على الرحلة المقبلة فقبلت المهم ان يحجز لي في الرحلة المقبلة و طمأنني ان الحجز قد تم بالفعل.
توجهت الى مطعم في المطار و طلبت فطور مكون من بيض و قهوه برازيلية و ايضا ما نسمية كروسونت. (الكروسونت. طبعا نوع من الخبز معجون مع الزبده الغنية كاملة الدسم)
اكلت حوالي نصف الافطار لأسد بة رمق الجوع الذي الم بي لاني لم اتناول طعام العشاء في الليلة الماضية فرحا بالسفر الى اهلي ايضا مشاغلي و عملي و بعد ذلك حزم الحقائب فلم يتسنى لي اكل العشاء عموما.
توجهت مجدد نحو الاستعلامات للطيران الامريكي او الاميركان اير لاينز و كنت اول من توجه نحو الاستعلامات و بدأ الطابور يمتلئ باعداد المسافرين على نفس الطائره التي سأتوجة بها نحو ديترويت و لكن لكل منهم وجهة اخرى فمنهم من سيتوجة الى شيكاغو و منهم الى نيويورك لاننا سننتقل الى وجهاتنا من مطار ولاية تكساس الدولي. تكاثر الناس و اقبل شخص اخر ليساعد في الاستعلامات و ايضا بنت اخرى, المثير للاستغراب ان اكثر الناس في الطابور قد اكملوا اجراءاتهم و لم يبقى في امام الاشخاص في الاستعلامات الا العبد لله انا. كان بصراحة يوما غريبا عجيبا و كأن القدر شاء ان يعلمني درس في الصبر و برغم انني و الحمد لله صبور على معظم الاشياء التي تواجهني. الا في تلك اللحضات كاد صبري ان ينفذ مني. للمرة الثانية ايضا اصبح الوقت مقارب لاقلاع الطائرة التي سأقلها بحوالي اربعين دقيقة . ولكن ما زال الحجز الخاص بي لم يتم الى تلك اللحضة عندها تم الاتصال بالمدير الخاص لطيران الاميركان اير لاينز في المطار و قطع لي بطائق الدخول الى الطائره و تم بعد ذلك بقية الاجراءات بالنسبة لوزن الحقائب و ادخالها عبر اجهزة الامن و اشعة اكس حتى تفتش من قبل امن المطار. صعدت نحو الدور الثاني للمطار للتوجة الى الجيت(صالة الانتظار و الباب المؤدي الى الطائرة)
تمت تفتيشي من قبل شرطة المطار و خلعنا الاحذية اعزكم الله و اكملت طريقي نحو صالة الانتظار. توقفت مذهولا مما رأيت في تلك اللحضات اذ لم اكن متوقعا ان اجد الطائره التي كان من المفروض ان اكون على متنها لا تزال في المطار و ينزل ركابها منها. كانت تلك الطائرة هي الطائرة التي من المفروض ان تقلع في السابعة و عشرين دقيقة, عندها شعرت بالقلق و تساءلت ما الخبر و لماذا الطائره ما زالت على المصعد و لماذا ينزل ركابها منها فعلمت ان هناك امطار غزيره في مطار دالاس في ولاية تكساس مع كثير من البرق و الرعد وقد شلت الحركة من و الى المطار. حمدت الله على هذه الاخبار و قلت في نفسي ان شاء الله غمة و تزول كنت خائفا قبل ان اسأل ان تكون هناك مشاكل او هجمات اخرى او ما شابة ذلك او حتى اتهام اشخاص ابرياء بالارهاب المزعوم. جلست في صالة الانتظار حوالي حتى الساعة العاشرة و النصف و عندها اعيد الركاب الذين كانوا على متن الطائره بعد ان اخرجوا منهم قرابة الواحد و العشرين راكب و تعبأة الطائره بوقود اكثر يكافئ عدد الركاب الذين خرجوا من الطائره حسب زعمهم انهم سيحتاجون الى ان يمضوا بعيدا عن البرق بمسافة النصف ساعة يعني سيتخطون المطار ثم يعودون اليه بعد ان يجتازوا الاحوال الجوية.
طبعا الركاب الذين خرجوا من الطائره خيروا بين ان يعطوا مبالغ لقاء تأخيرهم و بيع كراسيهم في تلك الطائره على ان يعودوا في اليوم الثاني و البعض ضل مكانة ينتظر رحلة التاسعة التي ايضا تأخرت حتى الساعة الثانية بعد الظهر. كان اهلي قلقين بشكل لا يوصف خصوصا امي و زوجتي اللتين اتصلتا اكثر من عشرين مره في تلك اللحضات لاني من المفروض في تلك الساعة كان يجب ان اكون قدو صلت الى مطار ديترويت و الى المنزل.
لكني ما زلت في مطار لافايات بولاية لويزيانا اي اني لم اقلع بعد. يا لها من قعده في المطار حوالي الساعة الثانية و خمسة و اربعين دقيقة دعي ركاب الطائره التي كان من المفروض ان اقلها في الساعة التاسعة و ربع و كنت من بينهم و بدأ الركاب في الصعود الى الطائره و لم يبقى في صالة الانتظار سوى انا و خمسة ركاب اخرين. و كان هناك شئ محزن للغاية و هو كالتالي من بين الركاب كان هناك عائلة تتكون من رجل و زوجته و طفلية الذين هما في سن الرابعة و الثالثة من العمر و قد خيروا اما ان يصعد الاب و الاولاد او الام و الاولاد بحكم ان الرجل كان اقوى و اقرب الى الاولاد تم اختياره للصعود على متن الطائره و بقيت تلك المرأه معنا في صالة الانتظار و بدأت تنهمر تلك الدموع من عينيها على فراق ابناءها و زوجها و تركهم اياها و ايضا بكاء الاطفال في الداخل لا يريدون ان يذهبوا من غير ان تكون امهم معهم. واتذكر بكاء ذلك الطفل و هو ينادي ماما لا تدعينا نذهب لوحدنا ,نريدك ان تكوني معنا ,نروجوا منك الا تفارقينا ,كان شيئا محزنا .في تلك الدقائق الحرجة كانت هناك امرأه اخرى عرضت ان تعطي تلك الام كرسيها وان تبقى هي في المطار و لكن بكاء الاطفال في تلك اللحضة أعاد الرجل و ابنائة و رفض ان يغادر هو الاخر.
الا بوجود زوجتة و اولادة.
انتهى الجزء الاول بعون الله
في الجزء الثاني مطار دالاس الدولي و ما جرى فية فترقبوا
حقوق الطبع و النشر و النسخ للكاتب توفيق حميدي و لمنتدى المهاجرين