الحب والغزل

اذا كان البوح هو الوسيلة الاكثر مواءمة للتعبير عما يغمر القلب من مشاعر فان الشاعر هو الاوفر حظا في ترجمة مكنونات القلوب وشاهده في هذا سياحته في ربوع الكلمات كفراشة تطير من روض الى روض او نحلة تمتص الرحيق متنقلة من زهرة الى زهرة ونحن في تصفحنا لنتاج الشعراء قدامي ومحدثين نتنفس عبق الكلمة الشاعرة تحملها الينا نسمات حانية او اررياح عاصفة متؤرجحة بين القطيعة والوصال والتمني وانحسار الامل والاعراض والقبول والمسره والعتاب في نغم يحتضن الجمال ويعانق الاحلام ويطوف في فضاء الحس ويرسم في الوجدان من تاملات وفي ذالك ما فيه من رائع الالفاظ وجميل المعاني وسحر البيان ونحن لا ندعي ان ما اثبتاه في الوقت هو اجمل ما قالته العرب في الحب والغزل لكننا نزعم انه من اجمله كما اننا لا ندعي ان ما جمعناه هو وحده الجميل والرائع اذا ان الشعر الغزلي الرائعالذي قالته العرب تلزمه مجلدات كثيرة والذي اخترناه هو ما توصلنا اليه وقد يكون غيره افضل واجمل منه وما اثبتناه لشاعر او لاخر هو ما وفقنا عليه من الدواوين او في غيرها واذا كنا قد اثبتنا لشاعر قصيدة واحدة والاخر قصيدتين والثلاث ثلاث فهذا لا يعني ان الاول اقل جودة في الغزل من الثاني ولا يعني ان الثالث افضل منهما في هذه الناحية لكنه يعني انني وجدت فيما وقفت عليه من شعر هؤلاء ان هذه القصائد المثنبته هي الافضل معتمدا على ذائقة ادبية امل ان تعجب الادباء وذوقة الادب الحب كما يلاحظ لا يخضع لدراسة عقلية وبالتالي لا يخضع لقواعد المنطق واذا اردنا تحليل عناصره ودوافعه واسبابه لخرج كل واحد براي مختلف ولذا تعدد اراء الفلاسفة في تعريفه واعطاء صور حتمية عنه فهو كالجمال يراه كل من زاوية مختلفة ويبقى وصفه والاحساس به محكوما برؤية شخصية ونحن لا نستطيع تحليله كما نحلل اشعة الشمس او الماء او الهواء فالحب ترجمة لقيم تتداخل فيها التفاتة مع الاخلاق والعادات والانفعالات الوجدانية والعاطفية الى جانب يلبي غريزة الوع في الانسان وهي بدورها تولد شهورة لا ينكر رجحان كفتها اذا ما نظر الى الحب بواقعية بعيدا عن الاباحية المنفرة واستخدام صور مقززة تفتقر الى الشعور بالحياء كالذي يحصل اليوم مما يطالعنا على بعض الشاشات المتلفزة ثم ان الحب ينبغي النظر اليه باعتباره اسلوبا للرقي بالعلاقة بين كل من الرجل والمراة الى حياة يظلها الوئام ويسودها التوفيق وصولا الى تمتين الرباط النفس والروحي بينهما اضافة الى ما تركه ذلك من اثر على اسرة سعيدة قائمة على التماسك فيسعى كل منهما الى تنشئة الابناء في مناخ صحي يشعرهم بالاستقرار والسعادة وذلك انما يتم بتوفير جو من الالفة بين ركين الاسرة وعبر ما يؤسسانة فيما بينهما من التلاطف والتحاب والمؤانسات عن طريق الكلمة الرقيقة واظهار العاطفة واشعار الاخر با اهميته عنده ونرى في الشعر بالفاظه وصوره وتعبيراته مجالا رحبا يمكن من خلاله ان يكسب المرء ذخيرة تمكنة من توظيف عواطفه وايصالها الى من يحب نامل ان تحظى هذه المختارات بالقبوبل لدى القراء والاعزاء وشكرا علي احمد قايد

موضوع يدل على مشاعر كاتبه ماعندي كلام اكثر شكرا لك